وأيضا فغير الرسول صلى الله وعليه وسلم إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام
وأيضا فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
ثم غاية هذا أن يكون بحثا لفظيا والبحوث اللفظية لا توجب خلافا معنويا فضلا عن التكفير اللهم إلا على قول هذا الجاهل إن المتكلم إذا عنى معنى صحيحا بعبارته وتوهم منها بعض الناس نقصا كان ذلك كفرا وهذا لا يقوله إلا من انسلخ من العقل والدين لا سيما إذا كان التقصير إنما هو من المستمع لا تقصير في عبارة المتكلم
ثم يقال هذا كله ليس مما نحن فيه فإن ما ذكره المجيب لا يحتاج إلى هذا ولا يتوقف على نقل عبارته بعينها بل تلك المعاني بائنة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة سواء كان اللفظ بعينه منقولا أو لم يكن والتعبير عن تلك المعاني شائع بما يدل عليها دلالة بينة كالدلالة على سائر المعاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق