ومنهم من قال إنه أكبر من المتكلم فيه وسبب ذلك أن الإنسان يشهد أولا الفرق حسه وعقله وهواه من غير نظر إلى أن الله خالق كل شيء وهذا هو الفرق الأول فإذا توجه إلى الله رأى أن الله تعالى خالق كل شيء وربه ومليكه كل ما في الوجود بمشيئته وقدرته وهذا شهود صحيح بحيث يغيب عن نفسه وعن غيره ويفنى بمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته فلا يبقى ناظرا إلا إلى توحيد الربوبية وهو أن الله خالق كل شيء
وهذا المشهد ليس فيه تفريق بين المأمور والمحظور ولا بين المعروف والمنكر ولا بين أوليائه وأعدائه ولا بين المؤمنين والكفار ولا بين ما يلائم الإنسان وما يخالفه وهذا لا يتصور أن يدوم بقاء العبد فيه فإن نفسه لا بد أن تفرق بين ما يلائمها وبين ما يضرها كما تفرق بين الخبز والتراب وبين الماء والبول لكن من قال بأن الفناء هو الغلبة منهم من جعل ذلك نزولا من العبد من عين الجمع إلى الفرق ومنهم من يقول بل القيام بالفرق هو لصلاح العامة لا لنفسه ومنهم من يسمي هذا تلبيسا ويقول هذا للأنبياء وربما قال الفرق لأجل المارستان يصلح به العامة الذين هم كالمجانين
قد يقول هؤلاء الكمال أن يكون الجمع في قلبك مشهودا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق